حسني دم مهدور و صوت مغدور،
الفن الحقيقي لايفقد جاذبيته بالتقادم ، التحف الفنية التي خلفها حسني لا تزال خالدة و حاضرة بثقلها الإبداعي و الجمالي ليومنا هذا فإن كان الكثيرون يعرفون الفن على أنه "إنعكاس بشكل جمالي لواقع معين" فأنا أختلف مع هاد التعريف وكنقول العكس الفن هو كل ما يجعلك تنفلت من واقعك وعالمك وتسافر لعوالم أخرى، و هاد شي ليكيصرا فاش كتموسق لهاد السيد وخا متكونش كتبغي كيسافر بيك فعالم الحب و الهيام و يخليك تلمس مدى الرقي الإنساني للحب كإحساس يعيشه الإنسان. و للإشارة حسني لم يغني عن الحب فقط حسني غنى عن إرتباطه بالأرض وأمه و على تعثرات الحياة و على إغتياله قبل أن يغتال.
الشاب حسني كتلة إبداعية كماً و كيفاً فخلال سنوات قصيرة خلف أغاني بالمئات بحيث أنه فكل مرة تصادفك أغنية تجد نفسك لم تسمعها من قبل ولو أنه بقا حتى ليوم كان من الممكن أن يكون فنانا عالميا يعتلي المسارح العالمية تحت أنظار و مسامع الأولوف. اللحايا أعداء الحياة الذين حولوا الجزائر سنوات التسعينات لجحيم أسكتوا برصاصهم الغادر هذا الصوت الغنائي الذي ذهبت حدود روعته بعيدا.
حسني رغم علمه وتحذيره بأنه مهدد بالقتل لم يغادر الجزائر و بقي فيها متمسكا بحياته البسيطة و متمسكا بمحيطه الذي كان مصدر إلهام له و هي خصال كتلقاها فالفانين الذين تشربت روحهم بفنهم.